رواية حكايات الشاهد الأخير

ملخص رواية حكايات الشاهد الأخير

تطرح رواية “حكايات الشاهد الأخير” للكاتب محمد حسن جاب الله تجربة فريدة تأخذ القارئ في رحلة داخل “ثلاجة الموتى”، حيث تجمد كل شيء حتى الزمن. الرواية تتنقل بين الأشرار والأخيار، مقدمة لنا عالماً من الأسرار المظلمة والأحاسيس الإنسانية المعقدة.

في هذا الفضاء المليء بالبرودة والصمت، يتحول الأنسان إلى مجرد رقم، ويغيب عن الذاكرة اهم تفاصيل حياته، فيثقل الصمت على الأرواح التي تستقر في هذا المكان الغريب. يقف الشاهد الأخير، وهو الشخص الذي لديه القدرة الفريدة على رؤية وسماع ما لا يدركه الآخرون، عازفاً على أوتار الألم والمأساة. فهو يتيح لنا التعمق في أبعاد هذه اللحظات القاسية، حيث تتعقد المشاعر في مواجهة الموت والفناء.

تصور الرواية كيف تختلط الروائح في هذا المكان، لتخبر الشاهد بقصص مرعبة من حياة الضحايا. فرائحة الحريق تعيد لأذهاننا مآسي مرعبة، ورائحة الدم تذكّر بكواليس أعمال بربرية، في حين أن الأصوات والأحاسيس تطفو فوق السطح، لتنقل لنا تفاصيل لم نشهدها في حياتنا اليومية.

يتداخل الزمن في ثلاجة الموتى فيصبح الليل والنهار سواء، فيختزل الفقير والغني، فتتعرض القيم الإنسانية إلى اختبار حقيقي. الشخصيات هنا ليست كما تبدو؛ فمن الممكن أن يصبح الأشرار هم الأبطال، بينما يُعزل الأخيار في دائرة من الوحدة والخذلان.

ختامًا، تستحق “حكايات الشاهد الأخير” القراءة بتمعن، فهي دعوة لمواجهة الحقائق الصعبة وفهم الطبيعة البشرية في أبشع تجلياتها. تجربتها الأدبية الفريدة تجعل منها عملاً يترك بصمة عميقة في الذهن والقلوب.

قد يعجبك أيضاً